الثلاثاء، أكتوبر ١٦، ٢٠١٢

الرئيس مرسى بين من يبلع الزلط ومن ينتظر الخطأ


تأملت كثيرا حال الخبراء السياسيين والنقاد والاعلام حتى وعامة الناس وارائهم فى أداء الدكتور مرسى كرئيس للجمهورية ووجدته يتقلب بين حالين إلا فيما ندر، والحالين دليل واضح على انعدام إخلاص النية لله والوطن.
الحال الأول حال من يبلع الزلط لحبيبه ولا يقبل كلمة نقد أو حتى نصيحة للدكتور مرسى ويعمد دائما لمنهج التبرير، وهؤلاء بالطبع ممن ينتمون للاخوان المسلمين و أنصارهم. فلا يرون مثلا أن الدكتور مرسى حتى الآن ليس لديه خطة واضحة لتطوير التعليم أو التنمية أو الصناعة، ولا يرون أن قرض صندوق النقد يشكل خطرا على مصر واستمرارا للسياسة الاقتصادية لحكومات مبارك.
الحال الثانى هو حال من ينتظر دائما الخطأ ولا يعطى الدكتور مرسى حقه ولا يشكر له ما أنجزه الرجل فى مئة يوم أو يزيد وهؤلاء هم أنصار التيارين الليبرالى واليسارى، وهم لا يرون كيف استطاع الدكتور مرسى إنهاء حكم وسيطرة العسكر على مقاليد الحكم فى مصر بدون الدخول فى مواجهة مع الجيش وقد كان مطلب غالبية القوى السياسية فى مصر، ومازال الرجل يحاول مواجهة دولة الفساد فى مصر بتفعيل المؤسسات الرقابية وتغيير قياداتها، كما أننا لا نستطيع أن نحكم على الرجل فى مئة يوم.
كل ذلك دلالة على حال القوى والأحزاب السياسية فى مصر وكيف تفكر وتتحرك على الأرض، جميعها إلا من رحم ربى يفكر فى السلطة ولا شئ غيرها وليس لديها إخلاص لله والوطن. كل حزب لا ينتمى للتيار الاسلامى يتمنى للرئيس مرسى الفشل حتى لو كان الرجل صالحا سيعمل على تقدم مصر ورخاءها، وفى المقابل كل حزب إسلامى يتمنى نجاحه ويبرر إخطاءه حتى لو كان الرجل غير صالح. فعلى جميع القوى والأحزاب السياسية أن تتقى الله وأن تعلى مصلحة الوطن على مصالحها الشخصية.
وهكذا نستطيع أن نفهم ما حدث يوم الجمعة الماضى من أحداث
فالاخوان المسلمين كان يجب عليهم ألا ينزلوا ميدان التحرير وهم يعلمون أن معارضى الدكتور مرسى سيكونون فى الميدان، خاصة وأن المعارضين حددوا هذا اليوم للنزل للميدان قبل أن يقرر الاخوان النزول، كما أن من حق الجميع الاعتراض على الدكتور مرسى وسياساته كرئيس للجمهورية.
أما أزمة النائب العام فهى دليل واضح على انعدام الاخلاص كما قلنا من قبل، فلقد صدمنى عدد الشخصيات والقوى الثورية التى كانت تسمى نفسها أيقونة التغيير ويدعى أنصارها أنهم سبب قيام الثورة، صدمنى هؤلاء حين وجدتهم يقفون مع النائب العام والزند ضد الرئيس محمد مرسى برغم أن إقالة النائب العام كان مطلبا شعبيا ثوريا منذ قيام الثورة، وفجأة اصبح المستشار مكى الذى عاش حياته يقاتل من اجل استقلال القضاء وذفع ثمنا غاليا من أجل ذلك هو الذى يعمل على تغول السلطة التنفيذية على السلطة القضائية. إلى هؤلاء لا اقول لهم سوى ما قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور".