الخميس، أبريل ٢١، ٢٠١١

النزق الثورى والأمن

استعير هذه الكلمة من بلال فضل لتكون أفضل تعبير لما نحن فيه الآن
هذا النزق الثورى هو الخطر الآن الذى يهدد ثورة من أنجح وأنبل الثورات فى العالم، هذا الحماس المحموم لتغيير كل شئ
لقد نجحنا أن نحقق كل مطالبنا من إزاحة نظام مبارك ورجاله بل ومحاكمتهم ووضع حكومة جديدة لتسيير شئون البلاد وإنهاء دستور 71 وإعلان دستورى جديد تمهيدا لانتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة وحل الحزب الوطنى وفى الطريق وضع نظام جديد لانتخاب رؤساء الجامعات وعمداء الكليات حل المجالس المحلية ووضع نظام جديد لانتخابها وحتى المحافظين تم الاستجابة لمطالب الناس وتغييرهم
وبالرغم من تحفظنا الشديد على المحافظين الجدد إلا أننى أرى أنه لابد لنا الآن من التوقف عن الاعتراض والتظاهر والاعتصام لفترة ولو وجيزة
إن الاستمرار فى التظاهر والاعتراض والتشكيك فى النوايا قد يدفع بمؤيدى هذه الثورة لتغيير موقفهم مما يفقدها التعاطف الشعبى ووحدة الشعب خلف الثوار وقد يعطى فرصة لهؤلاء المتربصين للمراهنة والمزايدة على مواقف الثورة والثوار وهو ما يؤدى لزيادة حالة الاضطراب الحاصلة اساسا فى البلاد كنتيجة طبيعية لتغيير نظام ظل قابعا 30 عاما فى الحكم
على إخوتنا فى قنا إنهاء هذا الاعتصام فورا والقبول بالمحافظ الجديد حفاظا على امن مصر واسقرارها وإلا قد يحدث ما لا يحمد عقباه وعلى السلفيين أن يفهموا أن تصدرهم للمشهد الآن بينما كانوا فى بداية الثورة وطوال أيامها يقولون ان الخروج على الحاكم حرام شرعا هو إنتهازية غير مقبولة شرعا وأن ما يفعلونه الان لا يرضى الله ورسوله إذا كانوا فعلا يرجون رضا الله ويتلمسون خطا الرسول عليه الصلاة والسلام
أما فيما يخص موضوع الأمن فعلى السيد وزير الداخلية أن يتخذ إجراءات حاسمة مع ضباط الشرطة، إما أن يتحملوا مسئوليتهم ويبدأوا فى العمل فى إطار احترام القانون وإما أن يستقيلوا ويرحمونا ويرحموا أنفسهم
وربنا يستر عليكى يا مصر

الأربعاء، أبريل ١٣، ٢٠١١

مدون من أسيوط وثورة 25 يناير



مشاعر عديدة تختلط داخلى وأنا اتذكر أيام الثورة فى أسيوط، مشاعر الفرح بالطبع هى الغالبة ولكن تختلط معها مشاعر الفخر التى ملأتنى وأنا امشى فى المظاهرات اخيرا بدون خوف
كان اول يوم انزل فيه للمظاهرات يوم 28 يناير أو ما سمى بجمعة الغضب حيث كنت اعلم أن المظاهرة سوف تخرج بعد صلاة الجمعة من جامع الهلالى
تحركت من بيتى متجها إلى المسجد ولاحظت غياب كامل للأمن المركزى وهو ما أثار فى نفسى تساؤلات عديدة، هل قرر النظام فجأة التخلى عن العنف الذى ظهر به فى نهاية يوم 25 ؟
دخلت الجامع واستمعت للخطبة وأنهيت الصلاة وأنا فكرى مشغول بما سوف يحدث بعد الصلاة خاصة أننى وحدى ولا أعرف أحدا من الناشطين فى أسيوط ولا اعرف حتى إذا كانت المظاهرة سوف تخرج فعلا أم لا
خرجت من المسجد لأجد قوات الأمن المركزى وقد أحاطت بالمسجد من جميع الجهات ثم فجأة اندلعت المظاهرة عندما بدأ أحد الشباب برفع العلم المصرى والهتاف بحسبى الله ونعم الوكيل وعسكر عسكر عسكر ليه احنا صهاينة ولا ايه
كنت فى منتهى الفرح عندما انضممت لذمرة الشباب القليل الذى كان يهتف بإخلاص، كنا قليلون بالفعل وقد بدأت قوات الأمن المركزى تغلق الدائرة علينا من جميع الاتجاهات والناس خائفين من الانضمام لنا
كنت اشعر بالرعب الشديد وخاصة أننى من أبناء أسيوط واعلم تماما كيف عانى شعب اسيوط فى التسعينات من الشرطة أثناء خربها مع الارهاب، كانت تمر أياما علينا لا ننزل إلى الشارع وإلا فأنت معتقل لا محالة سواء إذا كنت تنتمى إلى الجماعة الاسلامية أو لا وإذا كنت تريد أن تعود إلى بيتك سالما لابد أن تثبت للظابط انك قليل الأدب أو منحل أخلاقيا، يعنى تشيل علبة سجاير أو بانجو أو حتى صور خليعة اهى أى حاجة تقنعه ان انت مالكش علاقة بالاسلام ولذلك عذرت الناس وهى تشاهدنا فى نهتف بسقوط النظام بدون أن تحاول المشاركة
كنت اشعر بالرعب كلما شاهد قوات الأمن المركزى تضيق الخناق علينا وتحكم غلق الدائرة وعندما تأكد الضباط أن الناس لن تشارك فى المظاهرة بدأوا التفاوض مع الشباب لإنهاء المظاهرة سلميا وهو ما حدث
بالطبع كانت هذه اول مرة لى فى حياتى اشارك فى مظاهرة بالرغم من أننى مدون منذ أكثر من ثلاث سنوات وشعرت بالحزن أن المظاهرة لم تكتمل وأحسست أن جميع المظاهرات فى المحافظات الأخرى ستلقى نفس المصير ولكن الحمدلله أن شباب الثورة نجحوا فى الصمود ذلك اليوم
بالطبع اندلعت المظاهرات فى أسيوط كل يوم بعد يوم 28 وكنت امشى فى المظاهرات بدون خوف ولكنى لم اكن متحمسا للهتاف مع باقى المظاهرة مثل يوم 28 ان فقد كنت اتلفت حولى مراقبا ومبتسما وأنا اتمتم سبحان مغير الأحوال
الحمدلله أولا وأخيرا ونرجو من الله أن يديمها علينا نعمة