الجمعة، يونيو ١٣، ٢٠٠٨

طفح الكيل

طفح الكيل.. بقلم أحمد مطر

طفح الكيل.. وقد آن لكم أن تسمعوا قولاً ثقيلا
نحن لا نجهل من أنتم.. غسلناكم جميعاً
وعصرناكم.. وجفّفنا الغسيلا
ارفعوا أقلامكم عنها قليلا
واملؤوا أفواهكم صمتاً طويلا
لا تجيبوا دعوة القدس.. ولو بالهمس
كي لا تسلبوا أطفالها الموت النبيلا
دونكم هذه الفضائيات فاستوفوا بها "غادر أو عاد"
وبوسوا بعضكم.. وارتشفوا قالاً وقيلا
ثم عودوا..
واتركوا
القدس لمولاها
فما أعظم بلواها
إذا فرّت من الباغي.. لكي تلقى الوكيلا!
طفح الكيل.. وقد آن لكم أن تسمعوا قولاً ثقيلا
نحن لا نجهل من أنتم.. غسلناكم جميعاً
وعصرناكم.. وجفّفنا الغسيلا
إننا لسنا نرى مغتصب القدس.. يهودياً دخيلا
فهو لم يقطع لنا شبراً من الأوطان
لو لم تقطعوا من دونه عنّا السبيلا
أنتم الأعداء
يا من قد نزعتم صفة الإنسان.. من أعماقنا جيلاً فجيلا
واغتصبتم أرضنا منّا
وكنتم نصف قرن.. لبلاد العرب محتلاً أصيلا
أنتم الأعداء
يا شجعان سلم.. زوجوا الظلم بظلم
وبنوا للوطن المحتلّ عشرين مثيلا
أتعدّون لنا مؤتمرا؟
كلا
كفى
شكراً جزيلا
لا البيانات ستبني بيننا جسراً
ولا فتل الإدانات سيجديكم فتيلا
نحن لا نشري صراخاً بالصواريخ
ولا نبتاع بالسيف صليلا
نحن لا نبدل
بالفرسان أقنانا
ولا نبدل بالخيل الصهيلا
نحن نرجو كل من فيه بقايا خجل.. أن يستقيلا
نحن لا نسألكم إلا الرحيلا
وعلى رغم القباحات التي خلفتموها
سوف لن ننسى لكم هذا الجميلا
ارحلوا
أم تحسبون الله لم يخلق لنا عنكم بديلا؟!
أي إعجاز لديكم؟
هل من الصعب على أي امرئ.. أن يلبس
العار
وأن يصبح للغرب عميلا؟!
أي إنجاز لديكم؟
هل من الصعب على القرد إذا ملك المدفع.. أن يقتل فيلا؟!
ما افتخار اللص بالسلب
وما ميزة من يلبد بالدرب.. ليغتال القتيلا؟!
احملوا أسلحة الذلّ وولّوا.. لتروا
كيف نُحيلُ الذلَّ بالأحجار عزّاً.. ونذلُّ المستحيلا

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

وردة في عروة السّرة:
ماذا تلدين الآن؟
طفلاً.. أم جريمة؟
أم تنوحين على بوّابة القدس القديمة؟

عادت الخيل من المشرق..
عاد "الحسن الأعصم" والموت المغير..
بالرداء الأرجوانيّ.. وبالوجه اللصوصي.. وبالسيف الأجير..
فانظري تمثاله الواقف في الميدان.. (يهتّز مع الريح!)

انظري من فرجة الشبّاك: أيدي صبية مقطوعة..
مرفوعة.. فوق السّنان..
(مردفاً زوجته الحبلى على ظهر الحصان)
أنظرى خيط الدم القاني على الأرض..
"هنا مرّ .. هنا.."
فانفقأت تحت خطى الجند عيون الماء.. واستلقت على التربة قامات السنابل..
ثم.. ها نحن - جياع الأرض - نصطف.. لكى يلقى لنا عهد الأمان..

ينقش السكة، باسم الملك الغالب..

يلقى خطبة الجمعة، باسم الملك الغالب..

يرقى منبر المسجد، بالسيف الذى يبقر أحشاء الحوامل..


تلدين الآن من يحبو ولا تسنده الأيدى..
ومن يمشى فلا يرفع عينيه إلى الناس..
ومن يخطفه النخّاس:
قد يصبح مملوكاً يلطون به فى القصر..
يلقون به في ساحة الحرب لقاء النصر..


هذا قدر المهزوم:
لا أرض..
ولا مال..
ولا بيت يردّ الباب فيه دون أن يطرقه جابٍ..
وجندي رأى زوجته الحسناء فى البيت المقابل..

أنظري أمّتك الأولى العظيمة..
أصبحت: شرذمة من جثث القتلى..
وشحّاذين يستجدون عطف السيف والمال..
المال الذي ينثره الغازى.. فيهوي ما تبقى من رجال وأرومة..

أنظري..
لا تفزعي من جرعة الخزى.. أنظري..
حتى تفيهي ما بأحشائك من دفء الأمومة..


تقفل الأسواق يومين.. وتعتاد على "النقد" الجديد..

تشتكي الأضلاع يومين.. وتعتاد على الصوت الجديد..

يسكت المذياع يومين.. ويعتاد على الصوت الجديد..

وأنا.. منتظر جنب فراشك..
جالس.. أرقب في حمّى ارتعاشك: صرخة الطفل - الذى يفتح عينيه - على مرأى الجنود!