قد نختلف كمصريين حول صحة ما فعله الفلسطينيون من اختراق للحدود المصرية وكسر الحصار المفروض عليهم منذ أكثر من سنة، فالبعض وانا منهم قد يتفق معهم لاشتراكنا فى هذا الحصار الظالم عقابا لهم على اختيارهم الديموقراطى لحكومة جاءت عبر صناديق الاقتراع والبعض الآخر قد لا يتفق معهم لأنه مساس بحدود مصر الشرقية وانتقاص من هيبتها وسيادتها على ترابها الوطنى
ولكن ما أود قوله هنا هو هذه الحملة الاعلامية التى قادها التليفزيون المصرى والصحف القومية واشتركت فيها بعض البرامج الفضائية مثل برنامج القاهرة اليوم لعمرو أديب ضد حماس مستغلين ومتاجرين بالأمن القومى المصرى وهى كلمة غريبة على أذنى وعلى آذان الشعب المصرى منذ زمن ولم نتعود على سماعها ويبدو أنها كانت فى درج من أدراج مكتب النظام المصرى تنتظر الوقت المناسب لاستخدامها
التليفزيون المصرى منذ بداية الأزمة صور لنا أن الحدود فتحت بأوامر من الرئيس وهو كذب واضح حيث أن السور الحدودى قد تم تفجيره من قبل عناصر فى حماس والجهاد بعد أن فاض بهم الكيل من الحصار الظالم المفروض عليهم واشتركت فيه جميع الدول العربية بلا استثناء فأمر الرئيس بفتح المعابر حتى لا يتعرض للحرج امام الشعب المصرى المتعاطف مع المحاصرين فى غزة، ثم عندما ضغطت امريكا واسرائيل لإعادة الوضع على الحدود كما كان لمواصلة الحصار بدأت الحملة الاعلامية لتخفيف التعاطف الشعبى المصرى مع حماس والشعب الفلسطينى المحاصر، فبرنامج البيت بيتك تكلم عن الأمن القومى المصرى يوميا على أنه قد تضرر ضررا شديدا مما فعله الفلسطينيون وأن الوضع على الحدود لا يمكن أن يستمر هكذا ثم قدم برنامج حالة حوار مناقشة غاية فى الطرافة عندما اختلف طرفا الحوار حول العقاب المناسب لمن يكسر الحدود المصرية ويهدد الأمن القومى المصرى من الفلسطينيين، هل ينبغى كسر أرجلهم أم رقابهم بالاضافة إلى بعض الشباب الذى اقتصرت مهمته على التصفيق لهذه الخطب العصماء وكأننا فى حالة حرب مع فلسطينيى غزة
أما الصحف القومية فحدث ولا حرج عن كمية الأخبار الطريفة التى قرأناها طوال الشهر الماضى وتصدرت عناوين الصحف بالبنط العريض من اتهام حماس بالتعاون مع الاخوان لتهديد مصر ونية حماس فى غزو مصر، لا أدرى كيف؟، فلم نرى اسم متهم واحد من هذه الخلية التى تم القبض عليها، ثم القبض على فلسطينيين يرتدون أحزمة ناسفة فى بنى سويف ولا أدرى ما الهدف الذى كان الفلسطينيون يريدون تفجيره فى بنى سويف؟، وخبر آخر يتحدث عن كيف استخدم الفلسطينيون أموال مزورة لشراء حاجاته من غزة والعديد من الأخبار والتهم لحماس التى انتهكت حدود مصر وهددت امن مصر القومى فى الصميم
السؤال الآن بغض النظر عما فعلته حماس هل يحرص النظام المصرى بالفعل على أمننا القومى وسلامة المصريين كل هذا الحرص؟ وهل اختلف النظام المصرى مع حماس لتهديدها امن مصر ام لأن حماس اخترقت الحصار وسببت للنظام المصرى حرجا بالغا مع حلفاءه الاستراتجيين فى أمريكا واسرائيل؟
واتوجه بالسؤال الآن للمسئولين عن أمننا القومى وانا عارف انى بكلم حيطة ومحدش هايرد عليا
أين كان أمننا القومى عندما كانت اسرائيل تقتنص جنودنا كل يوم على الحدود؟
أين كان أمننا القومى عندما لعب الموساد البخت فى القرن الافريقى وهاهى السودان على وشك التقسيم مهددة حدودنا الجنوبية ومورد المياه الرئيسى لمصر؟
أين كان أمننا القومى عندما تآمر الموساد ومازال لقتل جميع علماءنا النوويين وغيرهم من المواهب؟
أين كان أمننا القومى عندما شهدت سيناء عددا من التفجيرات المتتابعة التى تمت بنفس الطريقة؟ ولم يفعل الأمن المصرى بذكائه الشديد سوى المبالغة فى التنكيل ببدو سيناء ودفعهم دفعا نحو التعاون مع العدو وتعريض أمننا القومى للخطر أكثر
أين كان أمننا القومى وامن المواطن عندما غرق المئات من المواطنين فى عبارة السلام 98 وغيرها بعد أن ضرب الفساد والاهمال جميع أوصال الحياة فى مصر؟
أين كان أمننا القومى عندما دمر يوسف والى الزراعة المصرية وأدخل المبيدات المسرطنة لمصر مهددا حياة الملايين ومازال بدون عقاب يتمتع بأموالنا فى قصره المنيف بالفيوم؟
أين كان أمننا القومى وأموال المصريين تسرق من البنوك على هيئة قروض لتتكدس فى بنوك سويسرا؟
أين كان أمننا القومى طوال هذه السنين يا حكام مصر؟
سؤال بدون جواب
هناك تعليق واحد:
وأنا بفكر فى د على المداخلة دى.. افتكرت صيحة الفنان محمود حميدة الشهيرة فى فيلم "المصير" وكان يؤدى فيه دور الخليفة حاكم الأندلس... حين قال: "الأندلس أنا"!!!
إن اى أندلس من المحيط إلى الخليج هو قصر الرئاسة وقاطنيه... وأمن أى أندلس من تلك الأندلسات إنما هو أمن قاطنى هذه القصور وما نحن إلا مجرد "موارد" لدفع عجلة الثروات إلى حساباتهم فى البنوك وغيرها.. يعنى زينا زى البهيمة بالنسبة للفلاح مش أكتر..
ولذلك فأنا أرى حالنا من المحيط إلى الخليج هو نفس حال الدويلات الأندلسية الى ما لبثت أن قفز عليها القوطيون وافترسوها وهى لقمة سائغة حتى أن غرناطة قد سقطت بلا قتال..
فلنبك كالنساء ملكا لم ندافع عنه كالرجال
وماتنساش تسلملى على امن مصر القومى
إرسال تعليق