الاثنين، نوفمبر ٠٢، ٢٠٠٩

حراك سياسى


بالرغم من الفترة حالكة السواد التى نعيشها الآن بفضل إنجازات حكومة نظيف والحزب الوطنى إلا أننى سعيد بحالة الحراك السياسى الحالية فلأول مرة منذ زمن نجدنا نتحدث عن بدائل للرئيس مبارك، وليس بديلا واحدا ولا اثنان ولا حتى ثلاثة بل أربعة بدائل بما فيهم السيناريو الأسوأ أو الأسود فى حالة تمرير عملية التوريث وتولية السيد جمال مبارك

أنا عن نفسى أجد أن هذا فى حد ذاته حراكا سياسيا

شباب مصر الآن إلى جانب حديثهم عن مباراة مصر والجزائر بالطبع يتحدثون عن البديل ويطمحون ويأملون، تخيلوا؟ من عشرة سنوات فقط لو كنت قلت لأى واحد مصرى من يكون بديلا للرئيس مبارك فسوف يتهمنى بالجنون بالطبع ولكننا الآن من الطبيعى أن نتحدث عن البديل وأجد أن ذلك فى حد ذاته تقدما

معظم شباب مصر بالطبع يفضلون عمرو موسى أو دكتور البرادعى، ماعدا شباب الحزب الوطنى طبعا اللى فاهم أولوياته وحاسب حساباته واللى شوية منهم حاطين صورهم على سور الحزب فى أسيوط زى ما يكونوا وانتيد فى أفلام الغرب الأمريكى، هى العيال دى تايهة وهما بيدوروا عليهم ولا ايه؟

ما علينا

وهناك من يطالب بعمر سليمان بالرغم من تحفظ البعض الآخر عليه باعتباره محسوب على النظام الحالى

أما السيناريو الأسوأ كما أسلفنا فهو لم ينجح فى أن يخرج من عباءة والده ولم يجد الشعب المصرى فيه أى ميزة سوى أنه ابن السيد الرئيس وبيروح يحضر ماتشات المنتخب مما يعطينا دليلا واضحا على سفاهته وسطحيته، فهو يحاول جاهدا أن يقول للناس أنه يهتم باهتماماتهم وحتى فى ذلك لم ينجح، كما أنه بلا شخصية ولا كاريزما على عكس والده صاحب الشخصية الطاغية والردود الحاضرة دائما

إذا لأول مرة منذ زمن لدينا أمل فى التغيير الحقيقى وليس مجرد تغيير شكلى للحكومات مع بقاء النظام السياسى والخط الاستراتيجى، إلا أن هذا الأمل سوف يتبدد حتما إذا ما عقدت الأحزاب الكرتونية المسماة بالمعارضة صفقات مع الحزب الوطنى لتمرير خطة التوريث وعدم ترشيح أى مرشح محترم مثل المسلسل الكوميدى الذى حدث فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فحسب الدستور وبعد آخر تعديل للمادة 76 لا يستطيع أحد الترشح إلا من خلال حزب من هذه الأحزاب الكرتونية أو يكون حاصلا على موافقة 250 ‏ عضواً على الأقل من الأعضاء المنتخبين لمجلسي الشعب والشورى والمجالس الشعبية المحلية للمحافظات وهو المستحيل بعينه

وهذا هو السيناريو الذى قد يحاول الحزب الوطنى عمله فى الأيام القادمة خاصة أن كل ما قاله رجال الحزب من تصريحات عنترية وإنجازات ورقية لم تستطع أن تخفى حالة الفزع والترقب التى يعيشها الحزب الوطنى الآن خوفا من قادم الأيام التى انتعشت فيها آمال المصريين فى التغيير

ويا مسهل يارب

ليست هناك تعليقات: