عهد الجهل والجهالة
بقلم/ مجدي أحمد حسين
اسأل نفسى ويسألني الناس ، لماذا إلحاحك على إسقاط حكم مبارك وكأنها قضية شخصية ، ولماذا لا تبحث لك عن موضوع آخر ؟! ولكني اتحدي أن يبحث أحد أى موضوع جاد ولا يجده مربوطاً بنظام الحكم .. حتى الفن والسينما والأغاني
وقد رأينا تواً كيف ارتبطت فضيحة الصناديق الترليونية بالقرارات الجمهورية ! ففى هذا المجال وحده 10 آلاف قرار جمهوري !! وكأن الحاكم لا يفعل شيئا سوى التوقيع كل يوم على عشرات أو مئات القرارات ومنها أيضا قرارات الترقي فى القضاء والجيش والشرطة وبناء الكنائس وتشكيل الطرق الصوفية .. الخ
والواقع أننا فى سباق الحياة أو الموت ، وكل يوم يمر فى ظل هذه النظام يعنى مزيداً من الكوارث ، وتوقعت فناء معظم الأراضى الزراعية المتبقية إذا ظل هذا النظام حتى عام 2017 ، وقد لاحظت مؤخرا بعد مجيء وزير الزراعة الحالى الذى فتح الباب واسعا وشرعيا للبناء فوق الأراضى الزراعية ، إن هناك انتفاضة لبناء المساكن على الأراضى الزراعية ( انظر مثلا على يمينك فى أول طريق مصر الإسكندرية الزراعى ستجد مئات المبانى تحت الإنشاء فى وقت واحد !!) وقد اعتبرت دوماً أن هذه جريمة لا تسقط ابد الدهر ، لأن الأراضى الزراعية إذا تم تبديدها فقد ضاعت للأبد .. ثم من الذى سيجرؤ على هدم ملايين المساكن فى عهد قادم .. ولكننى أتوقف اليوم عند جريمة (اغتيال البحث العلمى) التى تناولتها فى مقال سابق لأنها تلخص المسألة وقد حصلت على شهادتين دامغتين جديدتين على ما ذكرته وكيف أننا – كمعارضة – لا نسود الصورة ولا نبالغ فى حجم الكارثة . ومجتمع – خاصة بحجم ووزن مصر – إذا ضرب فيه البحث العلمى فهذا يكفى للحكم بالإعدام على نظام الحكم القائم من ثلاثين عاماً . ونكشف بضربة واحدة زيف الحديث المتكرر فى مؤتمرات لا تنتهى عن تطوير التعليم ، وما يحدث هو مجرد تخريب التعليم ، وإذا كان هناك أى تطوير للتعليم لوجدنا أى نوع من الثمار فى البحث العلمى ، بينما باختصار شديد – كما أسلفنا – صفر كبير . وعهد بدون بحث علمى يستحق بجدارة أن يوصف بعهد الجهل والجهالة ، وهذا أسوا من الجاهلية لان الجاهلية كمصطلح قرآنى يشير إلى أى نهج أو رؤية لا تعتمد منهج الله ، وهذا ينطبق على الغرب المتقدم علمياً ، اما قتل البحث العلمى فهو جهل من النوع البسيط وهو درجة أكثر انحطاطا حتى من الجاهلية ، لأنه جهل بالدنيا والآخرة معا .
الشهادة الأولى : لوزيرة البحث العلمى :
د. فينيس كامل وزيرة البحث العلمى السابقة ذكرت فى حديث للمصري اليوم 13/4/2010 ما خلاصته انه لا يوجد بحث علمى من أصله فى بلادنا وهذا نص أقوالها :
- شكلنا اللجنة العلمية العليا ، ولم يهتم بها رئيس الوزراء (د. كمال الجنزورى) وقال لى : أنا مش فاضي .
- مجلس الوزراء لم يوافق على الإستراتيجية الشاملة للنهضة بالعلم . ولم يوافق إلا على خطة الهندسة الوراثية وللأسف لم تكتمل هى الأخرى وماتت بعد خروجي من الوزارة .
- لماذا؟ لان البحث العلمى فى مصر كلام وبس
- مفيد شهاب جاء من بعدى ألغى اللجنة الوزارية العلمية العليا !
- المستقبل العلمى مظلم .
ورغم انحطاط البحث العلمى إلى حد الصفر فقد أمرها مبارك بزيارة فورية وسرية لإسرائيل وبدون تحضير لإقامة تعاون علمى مع إسرائيل !!
وتؤكد أنها التقت بمبارك مرة واحدة ولم تجد منه أى استجابة عندما عرضت عليه خطة لتطوير البحث العلمى . وعندما أرسلت له الخطة مكتوبة كان رد الفعل الوحيد هو تعرضها للوم من الجنزورى لأنها أرسلت الخطة مباشرة لمبارك دون المرور عليه . أما بخصوص الخطة فلم تتلق رد . لا من مبارك ولا من الجنزورى .
الشهادة الثانية لفاروق الباز:
أما د. فاروق الباز عالم الجيولوجيا الفضائى فى تلفزيون الحكومة أن مصر "خربانة " ولا يوجد بها بحث علمى ، وان خريجى التعليم الجامعى الآن أشبه بخريجي الابتدائي وقال فى محاضرة بجامعة القاهرة أن مصر لم تشهد تأخرا على مدار 7 آلاف عام حضارة مثلما يحدث هذه الأيام .
******
هذا هو حال مصر / ومن يحبها فعلاً (وليس على طريقة وطنية كرة القدم) من المفترض ألا ينام الليل ، حتى يغير الأوضاع ويأتى بحكام يقرأون الكتب ، بدلا من حكام لا يشاهدون إلا مباريات الكرة ولا يفتتحون إلا محطات المجارى والكباري وحتى دون أن يفلحوا فى هذه المجالات !
هناك ٤ تعليقات:
لله الامر من قبل ومن بعد تعالي شوف بيتقال علي مصر وعلي المصريين ايه
بجد مصر في عهده بقت في التراب
حسبي الله ونعم الوكيل
احنا ضايعين ضايعين ضايعين
حد يقولي هيختار مين في انتخابات الشورى أصل الاختيارات صعبة قوي ومجنناني كل دي كوادر ؟؟؟؟ الاعلانات كتير قدام الحزب الوطني وطبعا محمد عبد المحسن صالح حاطط صوره في البلد كلها وكأنه محتاج أصواتنا ........... كاسبر المبدع مواضيعك قليلة جدا ...ايه هي الدنيا انصلح حالها ومش لاقي مواضيع؟؟؟
معلش بقى جاتنى شيخوخة مبكرة
إنما على العموم فى موضوع جديد ياريت يعجبك
إرسال تعليق