الثلاثاء، نوفمبر ٠٧، ٢٠٠٦

حوار مع أحد ضحايا حادثة التحرش

وصلنى على الايميل من صديق من جروب يا مسلم
سؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فعلاً إنه حدث مؤسف لما حصل لك أختي، ولكن هناك سؤال: أنت تقولين إنك كنت بصحبة أمك، فما هو رد فعل أمك وهي تشاهد ما يقع لك؟
جواب
الأم كانت أمام المشهد الذي حدث، ولم تتمكن من رؤيتي بسبب الازدحام الشديد، ولكن بعدما انفض الازدحام تمكنت من رؤيتها وكانت في حالة فزع تخيلت هناك مشاجرة بين شباب، وسألتني عن ابنة خالتك ورويت لها ما حدث من تجمع شباب حاولوا التحرش بنا وهم متشابكو الأيدي وأخذوا يدفعوننا لشباب التذاكر المزدحم جدًّا إلى أن سقطنا على الأرض أنا وبنت خالتي ونحن في ذهول، وكان كل تخيلنا أنه تزاحم طبيعي لم ندرك ذلك إلا عندما تمزقت ملابسنا وامتدت الأيادي البشعة للإمساك بنا والتحرش بنا، بالفعل أخذنا نصرخ ونحن تحت الأقدام الأم وهي ست فوق الخمسين كانت تسير بسرعة فتاة صغيرة من هذا المكان ونحن في انهيار تام
سؤال
ما موقف الناس الذين كانوا حولك؟.. وهل دافعوا عنكم أم أنهم وقفوا موقفًا سلبيًّا؟
جواب
بالنسبة لمن كانوا حولنا في البداية أول ما اقتربت من السينما كل من يقابلني يقول لا تقتربي هناك شباب في مشاجرة، فاعتقدت أنها مكيدة أو خدعة لإبعادنا للتخفيف من حدة الازدحام، وتقدمت وحدث ما حدث في لحظات تم حصارنا من هذه العصابة من الشباب الضال، ولم أرَ أي ردود أفعال من أي أحد، حيث كانت الخطة إيقاعنا أو طرحنا أرضًا حتى لا نظهر وتبدو للخارج أنها مشاجرة شباب وليس تحرش بالبنات، ولكن ما علمته بعد ذلك أنه تكرر هذا الحادث ربما بصورة أبسط، ولكن تكرر ولم يشعر بي أحد؛ لأنني كنت محاصرة، وكنت أصرخ بكل ما أوتيت من قوة إن كان هذا مسموعًا
سؤال
السلام عليكم أختي الفاضلة.. ما حدث في مصر أول أيام العيد يندى له جبين كل شخص مسلم.. نريد التعرف على ما حدث من واقع ما تعرضت له.. وهل هو حدث بالفعل أم هي مجرد فرقعة إعلامية كما تتحدث الصحف الرسمية المصرية؟ أرجو التوضيح
جواب
بالنسبة إنه فرقعة إعلامية ليست إعلامية بالمرة، وما حدث لم أدرك أنه قد وقع، وأعتقدت في البداية أنه حادث أليم شخصي لي؛ لأنه كان غلطي أنا أو أنه حظي السيئ وشيء مغزٍ للغاية أريد توضيح على أن الموقف تشابك أيدي هؤلاء الشباب وعددهم الكبير واختفاؤهم المفاجئ بعد صرخاتنا يدل أنه شيء مدبر ومتفق عليه من قبل مجموعة من الشباب ليست صدفة، وليس العيب فيّ أو في ابنة خالتي والعيد ليس أبدًا فرصة للتحرشات الجنسية للشباب.. ما وقع أشعرني أنني في غابة وأن المجتمع يعتبرني فريسة
سؤال
إذا كان حدث ما حدث فلمَ التقاعس عن تبليغ الشرطة؟ ثم ما هي التدابير التي ستأخذينها عند السير في الطريق مستقبلاً؟
جواب
بالنسبة لتبليغ الشرطة لن يؤدي إلى شيء لتلك الواقعة؛ لأنني لم أتمكن من الإمساك أو رؤية أحد من الذين تحرشوا بي، بالإضافة إلى أنني من أسرة محافظة جدًّا، وإن أبي إلى الآن لم يطلع إلى ما حدث، وكيف لي إبلاغ الشرطة فإلى آخر لحظة كنت أعتقد أن الأمر حادث شخصي، لكن بعدما قرأت ما صدر عن جريدة رسمية شعرت بالاكتئاب والغيظ وراحة الضمير؛ لأن الموضوع قد تم نشره على النت والقنوات الفضائية، وقتها فقط شعرت أنها ليس غلطتيأنا توجهت بأمي وبنات خالتي إلى السينما في العيد.. أمي إلى الآن تحاول إقناعي أن ما حدث من هؤلاء الشباب الضال ليس بتدبير من عقولهم، بل هناك جهة لا نعرفها هي التي تدبرت هذا الأمر، أما مستقبلا
ًأولاً - الاعتصام بالبيت
ثانيًا - لن أخرج مطلقًا بعد المغرب
ثالثًا- لن أتواجد في أماكن مزدحمة أو سوف تزدحم ولن أطأ أي سينما أيًّا كانت بعد ذلك
الشارع أصبح بالنسبة لي مكانًا موبوءًا لولا العمل فقط ما نزلته إضافة إلى ما نشر في الجرائد الرسمية أصابني بخيبة أمل وحالة ذعر؛ لأنه تدليس وعندما تدلس الحكومة على شرف بناتها فعلى الدنيا السلام
سؤال
أختي الفاضلة حمدًا لله على سلامتك أنت وابنة خالتك، وسلمكم الله دائمًا من كل سوءأعلم تمامًا أن بعض الفتيات والسيدات اللاتي تعرضن لهذا الأمر ترددن في الذهاب إلى الشرطة الأمر الذي جعلها تقول في بيانها إن ما يقال مبالغات وليس هناك دليل رغم أننا نقرأ الآن أن الأمر تكرر على مدى ثلاثة أيام ألا تفكري حتى الآن في تقديم بلاغ إلى الشرطة رسميًّا للتحقيق فيما جرى وتحميل هذه الحكومة مسئولية هذه الجريمة أعلم أن هذا قد لا ينفع كثيرًا، ولكني كنت أتمنى لو تقدمت أكبر عدد من أخواتنا اللاتي تعرضن للاعتداء ببلاغات. ومرة أخرى دعاءنا بأن يحفظ الله مصر وكل بلاد الإسلام من هذه الحوادث الآثمة
جواب
بالنسبة لإبلاغنا الشرطة بالتأكيد هو غير جاد؛ لأن الشخص الأول الذي سيُلقى عليه اللوم هو الضحية التي زجّت بنفسها في الازدحام، الازدحام المفتعل، ومن هذا المكان يمكننا تكوين رابطة للتصدي لما تم من اعتداءات كبرت أو صغرت علينا
سؤال
ما حدث ليلة الثلاثاء يثير في نفسي سؤالاً عن السبب الحقيقي الذي ينمي لدى الشباب التربص لأي فرصة يستطيع من خلالها الاعتداء على أنثى؟
جواب
أولاً جو العيد ربما الناس تفهمه غلط وخصوصًا الشباب من سن 15 حتى 20. وفي ظل مجتمع مفتوح إعلاميًّا بشكل مستفز بما نشاهده من أغاني راقصة وفيديو كليب به العري علني فما تبقى من هؤلاء الشباب السذج من أن يطلقوا لأنفسهم ولشهواتهم المكبوتة الضالة.. يطلقوا العنان لأنفسهم في العيد ويعتبروه فرصة ومتنفس للتنفيس عن هذه الرغبات الجنسية المكبوتة، وغياب الوعي الديني، وخصوصًا لأن الشارع المصري في العيد مزدحم بالبنات والسيدات، وفي ظل غياب السلطة التنفيذية عن الشارع المصري. حتى رجل المرور إجازة فأين الرقيب؟! وأين الحسيب إن غابت الضمائر وطاشت العقول
سؤال
عزيزتي.. أرجو أن تتذكري أن المؤمن مُبتلى وأن توجهك للمولى عز وجل سيعينك كثيرًا في اجتياز الأمر برمته. وسؤالي هل عَلِم خطيبك بالأمر؟ وهل يقدم لك الدعم النفسي والتفاهم اللازمين؟ وهل تعتقدين أنك يمكنك التغلب على ما حدث بمفردك أم أنك ستحتاجين مساعدة نفسية متخصصة؟
جواب
الحمد الله.. تجاوزت الأزمة نفسيًّا من خلال نفسي؛ لأنني خجلت حتى أن أتناقش مع والدتي في هذا الأمر، وعزائي الوحيد هو تذكري للفئة العمرية لهؤلاء الشباب هم فعلاً ما زالوا صغارًا أكبرهم 17 سنة، ومنهم قصار القامة لا يتجاوز عمره الـ15 فهو في عداد الأطفال كلما تذكرت ذلك خجلت كثيرًا، وبالطبع لم يعلم ولن يعلم خطيبي بذلك ولا أبي ولا زوج أختي بما حدث لم أخبرهم؛ لأنني أشفق عليهم فماذا سوف يفعلون عندما يعلمون.. سيقهرون فقط
سؤال
ما هو تفسيرك لما حدث؟ ما الذي دفع الشباب لمثل هذه الأفعال؟ ونحن نتكلم عن جريمة تحرش كبرى.. هل هذا يرجع إلى ما تبثه وسائل الإعلام من أفلام هابطة وأغاني مثيرة للشغب؟ وكيف يرى الشباب المرأة اليوم؟
جواب
بالتأكيد الإعلام هو المجرم الأول.. لماذا لم نسمع عن تلك الأحداث من قبل. أصبح الآن والطبيعي رؤية الأجساد العارية، واعتاد الشباب على رؤية العري وتشعبت العقول الصغيرة على فحش إعلامي.. هذا الحادث هو نبت إعلامي لشجرة خبيثة لو استطعت لاقتلعتها
سؤال
هل يجوز ذهاب أخواتي الفضليات إلى السينما؟
ما واجب رجال الدين تجاه هذه الحادثة؟
ما هو دور رجل الشارع إذا حدث مثل هذا التصرف أمامه؟
ما هو دور المؤسسات الدينية تجاه هذه القضية؟
جواب
لم نكن فتيات بمفردنا إنما كنا بصحبة أمنا وكنا صائمين، وبعد الإفطار خارج المنزل بمطعم بوسط البلد ذهبنا إلى السينما في موعد الساعة 6، وهذا موعد مناسب بالنسبة لمصررجال الدين عندنا أعتقد أن رجل الدين الذي يجهر على المنبر يوم الجمعة لن يستطيع بمفرده التصدي لحادثة واحدة كالفضائيات التي تظهر في اليوم 24 ساعة فهي أقرب إلى قلوب الشباب، ولن يستطيع استفزازهم كما تستطيع الفضائيات المتخصصة الآنتغيرت نظرة رجل الشارع للفتاة بشكل عام، حيث إن قصة المساواة جعلته يتخلى تمامًا عن مساندة من تحتاج له
سؤال
في رأيك هل مثل هذه التصرفات من الشباب من الممكن الحد منها بإيقاع العقوبات الصارمة عليهم؟
جواب
إلى الآن لم أسمع أنه تم القبض عليهم أو إلى أي مجتمع ينتمون أو أي معلومات عنهم ربما هم أبناء إبليس أو الجن وليست مبالغة لاختفائهم في ثوان، ولم أجد منهم أحدًا، وأظن أنه دليل على تدبير الأمر وأنه ليس عشوائيًّا أو صدفة، وأشعر بالمرارة الشديدة كلما تذكرت ذلك، وإلى الآن لم يتم معرفتهم، فكيف سيتم وقوع العقوبات عليهم
سؤال
في البداية لا أستطيع إلا أن أشاركك الألم الذي يعتصرك مما حدث، وأدعو الله ألا يؤثر هذا على نفسيتك في الفترة القادمة. وسؤالي هو هل سمعت أن ما حدث معك حدث بصورة منتشرة هذا اليوم أم أنك تعتقدين أنه حادث فردي؟ وشكرًا لك على هذه الشهادة الشجاعة
جواب
بالنسبة لما حدث في البداية اعتقدت أنهم مجموعة شباب منتظرين وقت دخلوهم السينما لمشاهدة الفيلم، ولكن بعدما اطلعت على الصحف وبحثت على النت ظهر أن الأمر بصورة مختلفة، فلم تكن حادثة فردية مطلقة إنما هي لفئة من الشباب أو سلوك لمجموعات في العيد فلست أنا وحدي، ولم يكن العيب مني وإلا لما تكرر
سؤال
أختي الكريمة.. قدر الله وما شاء فعل أولاً، وحمدًا لله على سلامتك ثانيًا ولعله خير. لكن لي تعقيب بسيط وسؤال لعله لا يؤلمك فلم أرد به والله إلا خيرًا. أولاً الجناة في هذه المشكلة ليس فقط هذا الشباب الضال وإنما جهات عديدة، أولها الدولة وثانيها المجتمع وثالثها ربما تكونين أنتلن أتهمك أنك كنت سببًا مباشرًا أو أن طريقة لبسك وذهابك دفعتهم إلى فعل ما فعلوا، ولكن اسمحي لي بعتاب رقيق فحتى مع كونك ملتزمة ومعك أمك وابنة خالتك، لكن ثقافة مثل هذا الشباب إن كان لديه ثقافة هي ثقافة توحي بأن كل من يرتاد مثل هذه الأماكن أعني دور السينما وما شابهها ربما كانوا أهلاً لأن يفعل فيهم ذلك.. معذرة قلت هم يظنون ذلكوكذلك انتشار الشياطين في هذه الأماكن التي تدفعهم إلى المعصية، وربما حرمانك من حفظ الله وملائكته بقصدك هذا المكانوالدليل هو الإجابة على هذا السؤال البسيطهل لو كنتن في طريقكن إلى المسجد بدلاً من السينما وقرأتن لدى خروجكن دعاء رسول الله بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله إلى آخر دعاء الخروج من المسجد.. أقول لو كان الأمر هكذا هل تظنين أن ذلك كان حدث؟ أكرر قدر الله وما شاء فعل، وحفظك الله، وألتمس العذر
جواب
أولاً شكرًا
ثانيًا اعتقدت أن مكانًا مثل السينما وهي قريبة من منزلي ومع الدعاية المسيطرة على الكل من الشوارع والقنوات الفضائية اعتقدت أن العيد فرصة سانحة لأرى ما الجديد في الفن.. أعلم أنني قد كنت صائمة في هذا اليوم وكان أول أيام الست البيض، واعتقادي أن السينما مكان فيلم كوميدي للترفيه عن أنفسنا، ولم تكن ملابسي مطلقًا بها أي نوع من الخلاعة.. كنت أرتدي البنطلون الفضفاض وفوقه قميص طويل يغطي معظم جسمي، وكذلك أرتدي الزي الشرعي لا يصف ولا يشف، ولم أضع أي مساحيق تجميل أو حتى الكحل؛ لأنني خرجت من منزلي صائمة أنا ومن معي نبغي إفطارًا خارج المنزلأما دعاء الخروج ودعاء الركوب فأعتقد أنني قرأتهما كما تعودت.. أعتقد أن نفس تجمع الشباب لو قابلونا في أي طريق لتحرشوا بنا؛ لأن تلك كانت نيتهم
سؤال
مع تقديري الكامل لكل ما حدث لك أعتقد أن ما حدث هو مجرد حادث فردي شاءت الأقدار أن تكوني ضحيته له وليس بالصورة المفزعة التي تناولتها وسائل الإعلام فهل توافقينني هذا الرأي؟
جواب
أنا بما أنني ضحية كما قلت، وأتكلم من قلب الأحداث، وكما ذكرت من قبل أنني في البداية اعتقدت أنه حادث فردي، ولكن بمطالعتي للنت والتليفزيون والفضائيات وجدت صورة طبق الأصل للحادث جاءت على لسان أخريات في نفس الظروف، ونفس ملابسات الحادث، فمن أين لهم بتلك التفاصيل الحقيقية إلا إذا كان ذلك حدث لهن، فقد قرأت عبارة تشابك الأيدي على لسان أخت أخرى فعلاً كما حدث لي فعلاً.. كان هؤلاء الضالين بالفعل متشابكي الأيدي بصورة تعيق أي محاولة تصدي لتدافعهم وتحرشهم
سؤال
إلى متى نسكت على تخاذل رجال الأمن في معاقبة هؤلاء الفجرة وحماية بناتنا في شوارع مصر؟ أين هي مصر بلد الأمان أصبحت شعارات نتشدق بها في وجود جهاز أمني فاشل همه الأكبر اعتقال المعارضين للنظام الحاكم، وليس حفظ الأمن والأمان للشعب.. إلى هذا الحد وصل اضمحلال أخلاق شباب مصر؟
جواب
نعم لهذا الحد وصل شباب مصر، ولا سيما تلك الفئة العمرية الصغيرة 15 إلى 20 سنة، وخصوصًا الذين ينتمون إلى الطبقة الدنيا في المجتمع، حيث غياب التعليم وشدة الفقر، وانكبات الرغباتـ وتأخر سن الزواج، والاستعداد لمستقبل قد يكون مظلم تنتظرهم فيه البطالة

ليست هناك تعليقات: