العبيد لا يصنعون الحرية للآخرين

حينما تتأمل عالمنا العربي بوجه عام والمصري بوجه خاص وتبحث عن كلمة حرية سوف تجدها عبارات تمتلئ بها الصحف تتشدق بها الأفواه وتمجد الحاكم الذي منح الحرية.

"ايها الحاكم شكرا لك وندين لك بالفضل فقد منحتنا الحرية ونعيش في عصرك أزهي عصور الحرية"

حرية الصحافة..
حرية الرأي..
حرية العقيدة..
شعارات نحفظها عن ظهر قلب

هل الحرية عطية و منحة أم هي حق طبيعي يولد به الإنسان ؟
مشكلتنا أننا نعتبر الحرية رفاهية ومنحة يتعطف بها الآخرون علينا
فنقبل يد هذا وهذا لكي نحصل علي حريتنا
لماذا لا نعترف بأن الحرية هي حق الإنسان الشرعي ولا معني للإنسان بدون حريته
ولكن كيف لنا أن نفهم هذا فالعبيد لا يصنعون الحرية للآخرين
ونحن عبيد منذ ولدنا لم نذق طعم الحرية حتي نسترجعها
نتكلم عن الحرية في حين أننا نفعل ما يفعله الحاكم ونسلبها غيرنا بدعوي حماية الدين وحماية الوطن.
حماية الدين ...
كم من حرية انتهكت باسم الدفاع عن الدين
وكم من مناضل قتل وعذب وحبس ونفي خارج وطنه بهذه الحجة القديمة
لماذا لا نري غيرنا ولا نؤمن بأن هناك رأياً غير رأينا وديناً غير ديننا مهما كان
فعلنا مثل اليهود حينما قالوا أنهم شعب الله المختار
فقلنا أننا شعب الله المختار
احتكرنا الإله حصريا
الدين لله والوطن للجميع لم يعد لها مكان في بلادنا فالدين لإلهنا نحن والوطن لمن يتفق معنا
أما من خالفنا فلا وطن ولا مكان له بيننا
لا تلومو من يصافح عدونا فقد طردناه من بيننا فلم يجد ملجأً له سوي حضن العدو فبات ينتقم منا