للغباء أنواع والغباء الدينى فى اعتقادى أخطرهم على الإطلاق فهو قد يقود الأمم والحضارات إلى الصدام واكاد أجزم أن الغباء الدينى قد تغلغل فى المسلمين الآن بشكل خطير يهدد الاسلام من داخله ولولا أن الله تكفل بحماية هذا الدين لأصابنى الهلع على مصير هذا الدين العظيم، وغباءنا الدينى دفعنا دفعا للخلف رغم أن هذا الدين يستطيع أن يدفعنا للامام كما فعلها من قبل
الغباء الدينى يتمثل فى مجتمعنا فى العديد من النماذج
فمثلا كنت أتحدث مع أحدهم عن قضية الختان وبرغم أننى ليس لى رأى محدد فى هذه القضية ولا اعرف عنها الكثير إلا أننى أميل إلى رد الأمر للعلم طالما أن الدين ليس له رأى واضح فى القضية
هذا الشخص قال لى أن الدين حث على الختان فقلت له أن يأتينى بالدليل فقال لى أن الشيخ أبو اسحق الحوينى قال أن هناك حديث للرسول يقول "إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل"، وبالمناسبة هذا حديث صحيح فى سلسلة الأحاديث الصحيحة للألبانى، فقلت له جميل ولكن أين الشاهد؟ فقال لى شاهد ايه الشيخ الحوينى قال كدة
فقلت ماشى الشيخ الحوينى على عينى وراسى بس فين الشاهد؟ هذا الحديث نستطيع أن نستدل منه على متى يجب الغسل مثلا ولكن ليس له شأن بقضية الختان، فلم يجبنى والحقيقة أننى توقفت عن المناقشة فلم يكن هناك داعى لإكمالها
هذا النموذج من الغباء الدينى فى رأيى ينسف الميزة الأعظم فى الاسلام وهى إلغاء أى واسطة بين العبد وربه وإنهاء سيطرة الانسان على أخيه الانسان مهما كانت مكانته أو علمه وهذه هى رسالة الاسلام الأعظم وهى إخراج الانسان من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد
وقد نهانا القرآن أن نقدس علماءنا إلى درجة إلغاء عقولنا كما كان يحدث فى الأديان السابقة فيقول سبحانه وتعالى اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ" التوبة 31
وهكذا ترك المسلمون عقولهم ورائهم ومشوا كقطيع الأغنام وراء كل من يدعى العلم أو يظهر عليه بعض أمارات الايمان والتقوى
وقد تصطدم وجهة نظرى تلك بقول سيدنا على بن أبى طالب امام المتقين ليس الدين بالعقل ولو كان الدين بالعقل لكان مسح باطن الخف أولى من ظهره
والحقيقة أننى لا أجد تعارضا فهناك قضايا فى الدين لا تؤخذ بالعقل مثل كيفية القيام بالعبادات فالصلاة مثلا علينا أن نؤديها بالطريقة التى أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لنا ان نعمل عقولنا فى هذا الأمر، وهناك قضايا فى الاسلام أحكامها واضحة لا يختلف عليها اثنان مثل تحريم الربا والخمر مثلا
ما اريد أن اقول هو إذا كان هناك اختلاف فى أراء علماء الدين حول قضية ما ليس فيها نص واضح قاطع فلما لا نردها إلى العلم واستفتى قلبك وإن أفتوك
نموذج آخر من الغباء الدينى إلا وهو التطرف والتعصب ومهاجمة أصحاب الأديان الأخرى لمجرد أنهم مختلفين عنا وهذا قمة الغباء الدينى التى قد تجر علينا المصائب والكوارث وقد حثنا الاسلام أنه حتى لو اردنا مجادلة أصحاب الأديان الأخرى فينبغى أن يكون ذلك فى إطار من الاحترام وإلا فلا مجال للنقاش
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" آل عمران 64
هكذا يخبر المولى سبحانه وتعالى رسوله ونحن من ورائه كيف ندعو أصحاب الديانات الأخرى بدون تعصب أو تطرف ففى النهاية سنرد جميعنا إليه ليحكم بيننا فيما كنا فيه مختلفين
النموذج الأخير الذى سوف أتحدث عنه هو التدين الظاهرى الذى لا ينعكس على أخلاقنا وهو فى رأيى ليس تدينا وإنما رياءا أو فهما خاطئا فليس هناك فائدة ترجى من الصلاة والصيام إذا كانت أخلاقنا سيئة، نسكت عن الظلم ونغش الناس ونظلمهم ولا نتبسم فى وجوههم وحتى إذا أردنا أن ندعو غيرنا دعوناهم بشكل ينفرهم عن الاسلام، وفى هذا السياق احب أن أذكر شباب السلفيين فى مصر أن الاسلام ليس التقصير واللحية وأن كونك بلحية ومقصر لا يعنى أنك احسن من الناس ولا يعطيك حق الوصاية عليهم
فى النهاية أدعو الله وأنا صائم أن ينجينا من الغباء بجميع أنواعه وخاصة الغباء الدينى والله المستعان
الغباء الدينى يتمثل فى مجتمعنا فى العديد من النماذج
فمثلا كنت أتحدث مع أحدهم عن قضية الختان وبرغم أننى ليس لى رأى محدد فى هذه القضية ولا اعرف عنها الكثير إلا أننى أميل إلى رد الأمر للعلم طالما أن الدين ليس له رأى واضح فى القضية
هذا الشخص قال لى أن الدين حث على الختان فقلت له أن يأتينى بالدليل فقال لى أن الشيخ أبو اسحق الحوينى قال أن هناك حديث للرسول يقول "إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل"، وبالمناسبة هذا حديث صحيح فى سلسلة الأحاديث الصحيحة للألبانى، فقلت له جميل ولكن أين الشاهد؟ فقال لى شاهد ايه الشيخ الحوينى قال كدة
فقلت ماشى الشيخ الحوينى على عينى وراسى بس فين الشاهد؟ هذا الحديث نستطيع أن نستدل منه على متى يجب الغسل مثلا ولكن ليس له شأن بقضية الختان، فلم يجبنى والحقيقة أننى توقفت عن المناقشة فلم يكن هناك داعى لإكمالها
هذا النموذج من الغباء الدينى فى رأيى ينسف الميزة الأعظم فى الاسلام وهى إلغاء أى واسطة بين العبد وربه وإنهاء سيطرة الانسان على أخيه الانسان مهما كانت مكانته أو علمه وهذه هى رسالة الاسلام الأعظم وهى إخراج الانسان من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد
وقد نهانا القرآن أن نقدس علماءنا إلى درجة إلغاء عقولنا كما كان يحدث فى الأديان السابقة فيقول سبحانه وتعالى اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ" التوبة 31
وهكذا ترك المسلمون عقولهم ورائهم ومشوا كقطيع الأغنام وراء كل من يدعى العلم أو يظهر عليه بعض أمارات الايمان والتقوى
وقد تصطدم وجهة نظرى تلك بقول سيدنا على بن أبى طالب امام المتقين ليس الدين بالعقل ولو كان الدين بالعقل لكان مسح باطن الخف أولى من ظهره
والحقيقة أننى لا أجد تعارضا فهناك قضايا فى الدين لا تؤخذ بالعقل مثل كيفية القيام بالعبادات فالصلاة مثلا علينا أن نؤديها بالطريقة التى أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لنا ان نعمل عقولنا فى هذا الأمر، وهناك قضايا فى الاسلام أحكامها واضحة لا يختلف عليها اثنان مثل تحريم الربا والخمر مثلا
ما اريد أن اقول هو إذا كان هناك اختلاف فى أراء علماء الدين حول قضية ما ليس فيها نص واضح قاطع فلما لا نردها إلى العلم واستفتى قلبك وإن أفتوك
نموذج آخر من الغباء الدينى إلا وهو التطرف والتعصب ومهاجمة أصحاب الأديان الأخرى لمجرد أنهم مختلفين عنا وهذا قمة الغباء الدينى التى قد تجر علينا المصائب والكوارث وقد حثنا الاسلام أنه حتى لو اردنا مجادلة أصحاب الأديان الأخرى فينبغى أن يكون ذلك فى إطار من الاحترام وإلا فلا مجال للنقاش
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" آل عمران 64
هكذا يخبر المولى سبحانه وتعالى رسوله ونحن من ورائه كيف ندعو أصحاب الديانات الأخرى بدون تعصب أو تطرف ففى النهاية سنرد جميعنا إليه ليحكم بيننا فيما كنا فيه مختلفين
النموذج الأخير الذى سوف أتحدث عنه هو التدين الظاهرى الذى لا ينعكس على أخلاقنا وهو فى رأيى ليس تدينا وإنما رياءا أو فهما خاطئا فليس هناك فائدة ترجى من الصلاة والصيام إذا كانت أخلاقنا سيئة، نسكت عن الظلم ونغش الناس ونظلمهم ولا نتبسم فى وجوههم وحتى إذا أردنا أن ندعو غيرنا دعوناهم بشكل ينفرهم عن الاسلام، وفى هذا السياق احب أن أذكر شباب السلفيين فى مصر أن الاسلام ليس التقصير واللحية وأن كونك بلحية ومقصر لا يعنى أنك احسن من الناس ولا يعطيك حق الوصاية عليهم
فى النهاية أدعو الله وأنا صائم أن ينجينا من الغباء بجميع أنواعه وخاصة الغباء الدينى والله المستعان